2006/07/10

العـنـكـبـــــــوت

اعتقدت انني لن استطيع ان اكتب مرة أخرى .. إلا بعد وقت طويل .. ربما السبب هو حالة الإحباط المطبق التي امر بها .. والتي حاولت ان اعبر عنها من خلال تدوينه ( الحياة منتهى الملل ) .. لكن هذا الملل سرعان ما تحول إلى اكتئاب و قرف .. و إحباط .. بمجرد أن توالت المشاكل ولم تنتهي .. حتى صارت هذه المدونه في حد ذاتها سببا في هذا القرف .. و تصبح ساحه عراك جديده في يومي المفعم بالمشاكل .. وبفضل الاسلوب العالي و الرفيع الذي ووجهت به في التعليق على التدوينات .. و خصوصا تدوينه عماره يعقوبيان .. لأصبح في نظر البعض .. ولا حاجه .. ومجرد عيـّل صغير .. بأسلوب راقي .. اشكر صاحبه عليه .. فإن هذه المدونه صارت بلا فخر من أهم المشاكل و اسباب القرف المباشر
حاوت الخروج من هذا الجو الكئيب .. و استعنت بالقرآن الكريم .. الذي كم تصفحت في أوراقه و قرءتها .. لكني مازلت متأكدا أنني لم أقرأه يوما بالعناية اللازمه لإحاطه معانيه .. و هنا وجدت ما أبحث عنه .. في صدر سورة العنكبوت حيث يقول الله تعالى : أحَـسِـب الناس أن يُـتـرَكوا أن يقولوا آمنا وهم لا يـُـفـتـَـنون .. صدق الله العظيم .. ولا أحسبني قادرا على نقل قدر الراحه النفسيه و الطمأنينه التي احسست بها وقت قرأت تلك الآيه .. بل احسبني استطعت بقوة كبيره أن اتجاوز الكثير من المشاكل التي كانت تدور في عقلي .. لتصبح تلك الآيه هي المفتاح الحقيقي لتلك الحقبه الكئيبه من حياتي
الشباب .. من هم في سني .. قد لا تمثل الحياه لهم أهميه .. بقدر ما يمثل المثلث الرهيب .. الدين والسياسيه والجنس .. الشاغل الاكبر .. و المحرك الاهم لكل الطموحات و الرغبات على ارض الحياه .. وبتطبيق الآيه على هذا المثلث .. وجدت القصه .. جدا بسيطه .. تخلو من التعقيدات والمهاترات .. فإذا اخدنا موضوع الدين .. وجدنا الصدام الآن ما بين الدين .. منهجا و تطبيقا .. هو جل ما يدور في حياتنا .. نتخبط ما بين الفتاوى المتطايره من كل صوب .. تكاد تصيب رأسك في احدى المرات .. تتهمك بالفجور .. الكفر .. الرياء .. بينما كلمات الشفقه و اللين تخرج لك من بين شفاة الدعاة الجدد .. تعطيك الأمل .. و ترسم على وجهك ابتسامه رضا .. قلما ترسمها لأي سبب آخر .. يكاد الدين يتحول لكابوس .. ويكاد التخبط يدفعه دفعا إلى حيث الهاويه .. الفتاة ترتدي الحجاب لأنها سمعت عمرو خالد يقول ذلك .. والفتاه تخلع الحجاب بعد ذلك .. لأن الليله ليلة الزفاف .. واهه يوم و هيعدي .. اذن القضيه ليست في عمرو خالد الذي فعل ما عليه و اقـنعها ان ترتديه .. ولا قضيه الفتاه التي اقتنعت في لحظة من اللحظات .. و استطاعت التغلب على شيطانها .. و استنصرت ايمانها بالله و ارتدت الحجاب .. وأقول الحجاب تحديدا وليس أي أمر آخر في الدين .. لأن الحجاب هو أحد الأوامر الالهيه المباشره و البسيطه بحيث لا تستوجب تحليلات كثيره أو رؤى فقهيه معقده .. فهو ببساطه أمر إلهي واجب التنفيذ .. و ليس محل اجتهاد .. لكنها في النهايه قضية ( وهم لا يفتنون ) .. ففتنه الاصدقاء اللاتي يرتدين الضيق و العاري من الملابس .. و فتنه ليلة الزفاف التي لن تكون الا مره واحده .. و فتنه الموضه .. و غيرها من الفتن .. هي السبب الذي جعلها تتنازل في بساطه تامه عن حق شرعي .. اكتسبته بمحض ارادتها
نعود لأكمال المثلث .. بالجنس .. فشاب في مثل عمري لن تجده يقضي وقته في كتابه تدوينه سخيفه مثل تلك التي اكتبها .. الشباب اليوم يلازم كرسيه .. مثلما تعلم من حكومته .. سياسة الالتصاق بالكرسي .. .. فهو على كرسي الانترنت .. يداعب من يحلو له من الفتيات او يشاهد ما قد يخجل من مشاهدته في حضور اخرين .. أو هو على كرسي السياره الجديده التي اشتراها له .. بابا .. يتجول وسط الشوارع و يلقي بلسانه ما لذ و طاب من عبارات المضايقه و السباب .. او هو ملتصق بكرسي القهوه .. يحشش .. أو بمعنى أشيك .. يتناول الشيشه مع اصدقاؤه .. وحاليا صديقاته أيضا .. او قد تجده على كرسي في سينما يشاهد فيلما هادفا مثل أوقات فراغ أو عماره يعقوبيان أو كتكوت .. سألت في مره من المرات .. لماذا هذا الاستمتاع بالكرسي .. لماذا المعاكسه .. لماذا قضاء الوقت مع الفتيات .. فقال لي الكثير منهم .. ان قتاه ترتدي ملابس ضيقه و شفافه تستحق المعاكسه .. و ربما ايضا المصاحبه .. و ان كون الفيلم يحتوي لقطات شاذة أو جنسيه لا يعني ان اتوقف عن دخول السينما .. خليك روش يا عم .. إذا الواقع ان الشباب لم يتسطع ان يتغلب عن فتنه .. الجنس الآخر .. وصار يبرر كافه اتجاهاته و نزواته على قالب .. همه السبب و همه يستاهلوا .. بينما الأمر ببساطه ان هذا الشباب هم من شاكله من قالوا آمنا .. ولا يريدون أن يفتنوا
الضلع الثالث و الآخير .. هو ضلع السياسه .. لعبه قذرة في جميع اركانها .. بدايه من كرسي رئاسه الجمهورية .. و حتى اصغر مدّون يتكلم في السياسيه و الذي يعتقد البعض انه انا هههه .. المهم .. ان تلك اللعبه المقززة بدأت تلقي ظلالها على الجميع ... فالاخوان فطنوا الى كلمه ( يفتنون ) و صاروا يبررون لأعضائهم كافه المصائب التي تحل على روؤسهم تحت مسمى الفتنه .. والاختبار الالهي لقدراتهم .. سواءا كانت النتيجه الحبس .. أو ضياع المستقبل الدراسي او الوظيفي ... بينما تيارات أخرى مثل ( كفايه ) ... مازالت تتلذذ في لعب دور الضحيه البريئة .. محاولة اكتساب تعاطف الجميع معها .. وفي عالم التدوين .. سمعت عن مصائب لا تقل في وقعها عما اسمعه على مستوى الحكومه النظيفه .. فاسلوب النقاش صار معدوما .. و المدونات صارت في نهاية الأمر .. شللية .. كل مجموعه مستقله بآرائها .. و رافضه للآراء الأخرى .. بل و في كثير من الأحيان متسطله عليها .. دعك من كون بعض المدونين .. رافعين لشعار العلمانيه .. تحت مسمى الحريه .. وبرغم احترامي الشديد لأي صاحب كتاب سماوي .. مسلم كان أو مسيحي .. فإنني امقت بشهده الاخوه المتحررين من كل دين .. والذين صادفت منهم الكثير ولا زلت اسمع يوميا عن المزيد منهم .. لدرجه صارت تبعث على الغيظ .. فكيف لشخص لم يؤمن بوجود الله .. ان يؤمن بوجود وطنه .. و كيف لشخص لم يدافع عن كرامته كإنسان .. و يبحث عن خالقه ... أن يدافع عن كرامة وطنه .. كيف تطالب الناس باحترامك اذا كنت انت لم تحترم نفسك .. و انسانيتك
الموضوع اصبح طويل .. و ممل .. حتى بالنسبه لي .. لدرجه انني اعتقد اني لا املك الصبر الكافي لاعاده قراءة هذه التدوينه و تصويب اي اخطاء املائيه قد وردت فيها .. لقد سجلتها بتلقائيه و ارفض الآن ان احاول تحديث اي لفظ او التخفيف من حده فكره .. فأنا كتبت .. واللي يحصل يحصل

4 comments:

Anonymous said...

بص يا اخ زنجولا ..انا بس عايز اقولك رايي في عمارة يعقوبيان ..انت لو قرات القصة الاصلية كنت هتعرف اها من انجح القصص الادبية في خلال 20سنة فاتت ..القصة نفسها اخدت جوائز دولية وعالمية ملهاش حدود القصة تعتبر انجاز بمعني الكلمة وتعتبر انجاز كبير للادب المصري والادب العربي ..والقصة تعتبر من القصص الناجحة جدا لان حتي الان لم يوجد ناقد ادبي واحد مصري او عربي علق علي القصة وعاب او ادان اي جزيئة فيها لان كل كتاب ونقاد مصر والوطن العربي اجمعوا بان القصة هي انجاز بكل المقاييس وانتصار للادب العربي ..وبصراحة القصة اكثر من رائعة حتي بعد ان تحولت الي فيلم سينمائي حصلت علي جوائز لا حصر لها ...انا لايعمني الفيلم السينمائي بقدر ما يهمين القصة الاصلية نفسها ..يمكن انت مش عجباك القصة او مش داخلة مزاجك ..ده يعتبر عادي جدا دي حرية شخصية حتي لو انت الوحيد في مصر كلها اللي مش عجباك القصة بردو دي حرية شخصية ...بالنسبة علي كلامك ان اي شخص ممكن يعمل مدونة ..ده فعلا بيحصل لاننا بنلاقي كتير اوي من الناس عاملة مدونات وممكن اي عيل صغير يعمل مدونة ويتكلم في السياسة والدين ومحدش هيقدر يقوله انت بعمل ايه ..زي في بعض المدونات المشهورة ممكن تلاقي صاحبها عمال يشتم بالاب والام والناس ترد عليه بنفس الالفاظ القذرة لدرجة انك تحس انك قاعد في سوق ..لان الصحافة فن وثقافة لكن اللي بيحصل ان اي واحد قاعد في بيتهم ممكن يقولك انا صحفي وانا كاتب سياسي ويقعد يشتم شوية في الحكومة وشوية في الناس ويعمل نفسه بطل وهو في الاخر معندوش اي خلفية ثقافية عن اي شيء ..المفترض اللي يكتب لازمي كون مؤهل للكتابة عشان يقدر يقول رايه في الادب صح ويقوا رايه في الدين صح وفي السياسة صح ..لان مش معقول كل من هب ودب هيقعد يكتب ويتكلم في الادب والدين والسياسة لمجرد انه عنه حبة معلومات بسيطة ...لكن لو لعتبرنا المدونة مجرد صفحرة معبرة عن كاتبها فقط يعني يكتب فيها مجرد خواطر او مشاعره او احساسه او ضيقه او زهقه يبقي مفيش مشكلة يبقي ده شيء كويس لانه بيعبر عن صاحبه..لكن ان اي واحد يعمل مدونة ويقعد ينقد في الادب او الدين او السياسة بدون دراسة فده هو المشكلة والطامة الكبري

Dr. Tantawy said...

شكرا لتعليقك ده اولا

ثانيا .. رأيي في يعقوبيان رأي شخصي لأني مقلتش ان ده نبض الشارع ولا رأي الحاجه ام احمد جارتنا :) انا قلت من اول لآخر حرف ان ده راي .. و لو اخدت بالك انا كاتب رأيي في الروايه قبل الفيلم .. لأني قرأتها أكتر من مره و مازلت مصر على انها انتكاسه ادبيه و ليست قصه .. و ده رأيي انا برضه و ..احترم اي راي آخر بما فيهم رأي سيادتك .. أما سبب كلمه انتكاسه .. ف ده موضوع طويل ممكن اعمل مدونه مخصوص انشاء الله

ثالثا موضوع المدونات .. انا مش شايف عيب ان اي حد يتكلم في السياسه و الدين طالما انه بيعبر عن رأيه و بيقدم حقائق او عنده اثباتات .. يعني مش بيقول اي كلام و خلاص .. و خصوصا السياسه .. لأنها عمرها ما كانت خاضعه لقوانين .. او ليها ناسها .. واذا كل واحد ساب جواه تساؤل ديني او سياسي و نام عليه .. هنصحى على الكارثه الحقيقيه اللي بتقول عليها .. يعني الكارثه ان اللي عنده شكوك دينيه او سياسيه يسكت عليها و يسبها تكبر جواه من غير مالناس تعرفها و تحاول تصلحهاله .. واتمنى يكون كلامي مفهوم و الفكره وصلت

Anonymous said...

يا سيد زنجولا انا مش بقول ان كل واحد عنده سؤال ديني واو شك او نقد في الادب والسياسة يسكت وميتكلمش ...لا طبعا مش ده المقصود..لكن المقصود ان يسئل لو مش عارف لكن ميفتيش بدون علم ..لكن المشكلة ان مش معقول كل اصحاب المدونات علي علم كامل بالدين وعلي علم بالادب والسياسة ..ده مستحيل...رغم ان المدونات تعتبر شيء جميل وحضاري لكن رغم اهمية المدونات الا انها تعتبر خطر حقيقي بجد...لاني لاحظت فعلا جهل كتير جدا من اصحاب المدونات وكلامهم في كل المواضيع بعلم او بدون علم ..بقي فعلا كل من هب ودب عمال يتكلم في السياسة والدين والادب ..وفي ناس كتير بتمشي وراهم ..طيب الشخص العادي يعرف منين الصح والغلط ويعرف ازاي اذا كان الناس دي علي علم او علي خطا ..مثال بسيط انت مش عجباك عمارة يعقوبيان وفي غيرك من اصحاب المدونات بيشكروا فيها والمشكلة ان كلاكما ليس ناقد ادبي ولا عالم بالادب ..طيب انت كتر خيرك انك قلت ان ده رايك الشخصي قديحتمل الصواب او الخطا لكن مش كل الناس بتعمل كده..كل واحد بيقول وبيتكلم بدون علم والمشكلة ان مفيش ناس بتحاسب الناس دي علي كلامها ولا في قوانين ممكن تحاسبهم رغم انها تودي شباب كتير في داهية بسبب اتباعهم اراء ناس قد تكون مضلة ومضللة ...وشكرااااااا

Nohaz said...

اخويا الصغير ... الحمد لله انك قدرت انك تقف امام الفتنة لاني للاسف في فترة من حياتي وصلت ان حسيت اني لا استحق ان اكون مسلمة و اني اسأت لنفسي بأني فتنت بما يبرر به الاخرين لي من اخطاء او يدعونني اليها
انا معك في كل ما تقوله و تذكر في السنة الماضية حديثنا عن ان لعبة السياسية هي تورتة الكل يريد منها قطعة و لا يريد احد منها مصلحة البلد
فبعد فشل نعمان جمعة في كسب كرسي الرئاسة ظهر وجهه القبيح و سوف تري ان الأخوان و ان كان نسبة منهم صالحة فأغلبهم يتخذ الدين وسيلة فهم لا يعترفون بأنهم بشر خطائين و لكن يعتبروا نفسهم فوق البشر و لا يخطئوا و من ليس منهم فهو أثيم
اما كفاية فحث ولا حرج النفاق و التسلق و كل ما تريد قوله
تورتة عزيزي يريد الكل منها قطعة
لا تحزن و استعن بالله
لا تضعف مثلي
انا أخطاءت كثيرا و بعدت تمام البعد عن الله فلم اعد حتي استطيع لمس المصحف او قراءة اية انا بعيدة بعيدة عن الله
ادعي لي اخي