2008/04/05

ربنا إكشف عنا العذاب إنا مضربون

يضربون ولسان حالهم يقول ... ربنا إكشف عنا العذاب إنا مضربون , يبدو لي أننا جميعا نسينا واقعا نعيشه .. وتخفينا خلف ستار الوطنيه الجديده التي فرضتها علينا حركات المعارضه المفككه فى مصر .. فقول الله تعالى : إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .. لم يكن يوما مقصود به الاضرابات .. خاصة تلك التي ننفذها فى مصر .. إضرابات فرديه او حتى على هيئة مجموعات صغيره قد تعطى الحق لأصحاب هذه الفئه حقا منتقصا لكنهم يعتبرونه انتصارا لمجرد انهم نجحوا فى ان ينالو جزءا من حقوقهم .. تماما كما فرح الصحفيون مثلا بان الحكومه سمحت لجرائد المعارضه بالحديث ببعض الحريه .. وكأنها هبات انعمت علينا بها حكومتنا الرشيده وليست حقا أصيلا لكل مواطن على أرض هذا الوطن المغتصب .. فنفس المواطنين الذين خافوا المشاركه فى انتخابات الرئاسه و مجالس الشعب والشوري و حتى المحليات ... هم نفس المواطنين الذين يقولون اليوم انهم سيضربون عن العمل ... الشخص الذي خاف ان يشارك الالاف فى التوجه الى صناديق الاقتراع متحملا على اقصى تقدير خطر ان يلاقى بكلمات جارحه من الموظفين او اهانه من عسكري امن مركزي .. يعتقد نفس الشخص انه يمكنه اليوم ان يضرب عن عمله ويجلس في بيته متحملا عقاب فردي يقع عليه من مرؤوسيه خاصه فى ظل حاله الاستنفار الحكومي ضد هذا الاضراب
-
الاضراب .. طريق الضعفاء من وجهة نظري الخاصه .. و الطريقه الشرعيه الوحيده التي يمكن ان تسمى بها السلبيه وطنيه .. خاصة إن كانت تنفذ فى مصر .. وبالطريقه "المصريه" الخاصه ... فالاضرابات فى ارض مصرنا الحبيبه صارت تنقسم الى جزئين .. القسم الاول منها هم انصار الاحزاب المعارضه والحركات المتمرده على الواقع .. والتي تضرب على حساب توجهاتها الحزبيه او الحركيه اكثر من كونها تمردا على الواقع الذي يعيشه كل فرد منها .. اما القسم الثاني فهو الشباب المتحمس الذي تروقه فكره التمرد والعصيان لمجرد التمرد والعصيان .. او لمجرد كونه نوع من التغيير .. قصه هي ربما يحب كل واحد منهم ان يحكيها لزملاءه او اهله .. بغض النظر عن هدف الاضراب او اسلوبه
-
الاضراب .. فى مصر .. تحول الى هاجس اصاب الجميع بالنشوه .. لكننى اخشى ان يعرف اي منهم قيمته او هدفه الحقيقي .. فما قيمة ان يضرب موظف وسط 100 موظف اخرين يعملون فى مكان واحد .. وما قيمة ان يتوقف اتوبيس واحد عن العمل وسط مئات الاتوبيسات التي تعمل بنشاط .. فالاضراب .. حركه شعبيه خالصه .. لن تشعر بها مادام الشعب لا يؤيدها ولا يشعر بها ايضا ... تلك مشكلتنا التي لن نستطيع حلها مادامت الرغبه فى التغيير لا تداعب سوى بعض الاشخاص فقط .. بينما يستعذب الاخرون اوضاعهم .. فلماذا يضرب الطبيب الذي يحصل على 100 جنيه مادام يستطيع ان يحصل على 200 او 300 من العمل الخاص الذي ينهكهه و يقضى على ما بقى من صحته .. ولماذا يضرب موظف الحكومه الذي يحصل على 100 جنيه من حكومته مادام يحصل من عمله الليلي كسائق تاكسي على 300 او 500 جنيه اخرين يساعدونه فى حياته ... لن يحقق الاضراب هدفه مادمنا نتعامل مع واقعنا بهذا الرضا المبالغ فيه .. ولن يحقق الاضراب هدفه مادام نابعا عن توجهات حزبيه او حركيه .. او مادام فرقعه يطاردها الشباب بحماسه لا ترقى لمستوى الايمان او الوعي
-
آسف .. فلن أضرب معكم .. وأخشى ان يصبح أمثالى من غير المضربين .. هدفا لكل الكلامنجيه ليطلقوا علينا ألقاب من فئه الجواسيس والعملاء :) .. من يدري .. ربما تخيب وجهة نظري .. وأرى غدا من حولي آلآف المضربين .. تلك المشاهد التى رأيتها فى محطات مترو باريس .. او مصانع هولندا .. او حتى طرق انجلترا .. ربما أشعر وقتها بأن تقديري للوعي المصري الشعبي كان خاطئا .. ربما أشعر وقتها أن الرضا الذي أشعر به فى عيون المصريين المنهكهه هى رؤية كاذبه سرعان ما ستتبخر مع اول اضراب حقيقي يعلن عنه ... ربما و ربما ... لكنني فى النهايه أشعر وبواقعيه شديده .. أن الاضراب فى الوقت الحالي .. لن يحقق اهدافه .. ولن يخرج بالصوره المشرفه التي اتخيلها .. خاصه بعد ان قامت حكومتنا الرشيده بخفض ثمن كيلو الأرز والمكرونه والخضار ... منذ حوالي يومين .. ليأكل الشعب .. تمتلئ البطون .. فتنسى جوع السنين و تكتفى بطبق الرز بالملوخيه و نبقى نحن فى زمن الملوخيه
-
-
-
آخرون يفكرون مثلي
ـ بنت مصريه : إضراب عام
ـ أنا ونفسى : إضراب عام لشعب مصر
-
متابعة آخر أخبار الاضراب
ـ مدونه 6 إبريل : إضراب 6 أبريل 2008
ـ مدونة مابدالي : شارك فى تغطية الاضراب
-