2009/01/27

الصحة راحت فين ؟

-
هذه التدوينة هي محاولة اخيرة لايضاح صورة ( الخدمة الطبية المجانية ) فى مصر .. الغرض منها هو تقديم مادة مناسبة لصحفى طموح يبحث عن موضوع يستحق العناء .. لأنه فى واقع الأمر قد يوفر الكثير على آلآف المرضى الذين يفشلون يوميا فى الحصول على الخدمة الطبية (المناسبة) على أقل تقدير بدون تنازلات أو إهانات .. أو حتى استجداء لمديري المستشفيات وكان الصحة صارت جباية ... تدوينتى تلك مصدرها بكل ثقة .. هي أي مستشفى حكومي عام .. والمقصود من حكومي عام .. أنها هيئة حكومية صحية منوط بها تقديم الخدمة الصحية التي يكفلها الدستور لكل مواطن مصري يعيش على أرض مصر .. سواءا كان قادرا على دفع تكاليف هذه الخدمات أو حتى معدما .. لأن الدستور كما سبق وأشرت .. يكفل لكل مواطن حق الحصول على الخدمة الصحية المناسبة إذا لزم الامر
-
زيارة .. تحت الغطاء .. كما يسميها الصحفيون .. إلى مستشفى حكومي عام .. مثل منشية البكري العام .. الزاوية الحمراء العام .. الخليفة العام .. شبرا العام .. حلوان العام .. امبابة العام .. مايو العام .. ستكون كفيلة بكشف كل نقاط مهازل وزارة الصحة فى التعامل مع المرضى .. سيدي الصحفي الجرئ صاحب المحاولة .. إذهب إلى أحد هذه المستشفيات .. وأرشح لك على سبيل المثال .. شبرا أو امبابة أو حلوان العام .. فى وقت متأخر ولنقل أنها الساعة العاشرة مساءا .. وإدعي مثلا أنك تعرضت إلى السقوط .. وأنك قمت بالاستناد على رسغك بقوة .. بالفحص الطبي .. سيقوم السيد نائب العظام بطلب إشاعة على مكان الآلآم .. خاصة إن اتقنت دور المريض بالقفز المتكرر بعبط مع كل لمسة ليديك .. ستفاجأ وأنت ذاهب لعمل الاشاعة .. أن المبلغ المطلوب لعمل الإشاعة هو 15 جنيه .. وقتها ستصيح .. أيها الممثل العبقري .. بأنك لاتملك مالا .. وعندها سيتم اقتيادك إلى المدير المسؤول عن الفتره الليلية .. والذي سيخبرك آسفا .. انه لا مجال لعمل الاشاعة دون نقود .. ستصيح و تسب وتلعن .. وسيقوم المدير وقتها بطلب الأمن لاقتيادك وإلقاءك خارج المستشفى .. ستعتذر .. لأكمال الدور .. وتقوم بدفع الجنيهات العشرة الأخيرة لديك .. كما ستدعي ... وسيتم وقتها عمل تخفيض بسيط مراعاة لحالتك .. بعد فحص الاشعة و تبين عدم وجود كسور .. والحمدلله .. سيكون تشخيص حالتك هي .. التواء فى مفصل الرسغ .. وهي تستحق فى وجود ألم شديد .. جبيرة تحت الكوع .. وثمنها 20 جنيها .. وقتها ستبكي حرقة على حالك .. لأنك لا تملك المال المطلوب .. وستكون النتيجه إلقاءك خارج المستشفى للمرة الثانية .. دون رجعة .. مهما توسلت و مهما بكيت .. حتى وإن كانت نتيجة الأشعة وجود كسر فى العظام .. فالأمر سيـان .. لأن السيد المدير سيخبرك أن مدير عام المستشفى .. الغير متواجد طبعا خلال الليل .. أصدر قرارا بإلغاء العلاج المجاني .. وسيكون الحل الوحيد لمداواة ألمك أن تذهب و تتسول بعض المال
-
الوضع يصبح أكثر مأساوية .. فى حالات أكثر خطورة .. هي حالات الولادة .. لأنك لو اصطحبت زوجتك إلى هناك وهي على وشك الولادة .. سيطلب منك سداد 100 جنيه عن الولادة الطبيعية .. و 350 عن القيصرية .. و صدقني أن تعليمات المدير العام واضحة .. إن لم تدفع الحالة مصاريف الولادة .. مقدمااااا ... يتم استدعاء الأمن لاخراجها خارج المستشفى .. والله على ما أقول شهيد .. برغم أن تعليمات وزارة الصحة باستقبال حالات الطوارئ حتى فى المستشفيات الخاصة مع وجوب تقديم كافة العلاجات المطلوبة حتى تستقر الحالة .. وفى خلال 24 ساعة .. دون طلب أي نقود من المريض أو المرافقين .. بينما تقوم المستشفيات الحكوميه بطرد المرضى علانية فى حال عدم حملهم للنقود المطلوبة
-
عزيزي المريض .. إذا كنت حقا لا تملك المال .. فأرجوك أن لا تتوجه إلى أي مستشفى حكومي أو عام .. ولا حتى خاص .. لأنك لن تلقى العلاج المطلوب مادمت لا تملك ثمن هذا العلاج .. إلزم منزلك .. فالمستشفى فى هذه الحالة فيها سم قاتل .. وآسف إن قلت لك أننا كأطباء لن نستطيع أن نقدم لك المعروف المطلوب .. لأننا والله إن قمنا على سبيل المثال بدفع المال المطلوب لكل حالة لا تملك المال فإننا بصدق سنضطر إلى اقتراض أموال تكفينا للمعيشة .. لأن مرتباتنا لن تكفى لسد عجز مئات الحالات التي تتوافد على المستشفى شهريا دون أن تقدر على تسديد مصاريف العلاج .. ولا أنكر أننا جميعا نحاول قدر المستطاع التغلب على هذه العقبات الروتينيه الحيوانية بالتحايل على الاوامر الادارية و تسديد المبالغ المطلوبة لبعض الحالات أحيانا كثيرة
-
عزيزي المريض .. بالله عليك .. لا تجعل دعاءك ساخطا علينا نحن الاطباء .. لأننا والله شاهد على ما أقول .. نبذل كل ما نستطيع من أجل تقديم خدمة ملائمة لك .. لكن ادارات المستشفيات التي أصبحت أشبه بستالين و هتلر .. لا تتورع عن تطبيق سياساتها المالية .. الجشعة إلى حد كبير .. حتى وإن كانت السلعة المباعة هي .. صحتك .. وحتى إن كان السبيل إلى تحقيق ذلك هو سيل غير ذي حد من الجزاءات و الخصومات من الطبيب المتعاطف .. و الاهانات للمريض المسكين ... عزيزي المريض .. لك الله
-
-
شهادة / طبيب بشري عظام فى مستشفى حكومي عام
2009
-
-
ملاحظة : فى حالة اهتمامك بالموضوع و رغبتك فى الحصول على مزيد من التفاصيل أو حتى المساعدة فى الحصول على هذه المعلومات على الطبيعة يمكنك ترك سؤالك فى التعليقات و سأرد عليه فى أقرب وقت ممكن .. كما يمكنك مراسلتي على البريد الالكتروني الخاص بالمدونة و هو
blog_masrena@hotmail.com
-

2009/01/11

خواطر ضابط احتياط

-
أول ما يخطر ببالك بعد استيعابك لصدمة كونك (ضابط احتياط) بما تعنيه تلك الصدمة من ضياع مستقبلك المهني كطبيب و تأجيل كافة أحلامك المشروعة والغير مشروعة لمدة ثلاث سنوات قابلة للتمديد .. هو بعض الأغاني الوطنية مثل خلي السلاح صاحي .. و صورة صورة صورة .. كلنا كده عايزين صورة .. بلا خيبة
-
ثاني ما ستتعلمه من كونك "على وش" ضابط احتياط .. هو أن تترك ولاءك لنادي الزمالك .. وتبدأ فى متابعة كافة مباريات فريق طلائع الجيش متمنيا من كل قلبك أن يتلقى (أشد الهزائم) من كل فرق الدوري بما فيها بني عبيد و أسمنت أبوقرقاص
-
ثالث ما ستتعلمه من خلال ترددك على منطقة التجنيد بحلمية الزيتون .. هي كمية اليفط الغير طبيعية التي ترتكز اساسا على عمل (غسيل مخ شامل) للشباب المقبل على التجنيد بمميزات لا حصر لها يتمتع بها ضابط الاحتياط .. من أكل و شرب و مسكن و ترفيه و سفر و علاج و دراسة ... لدرجة أنني تخيلت ان تتضمن هذه المميزات عبارة .. ضابط الاحتياط مستجاب الدعوة .. والعساكر لأ
-
رابع ما ستتعلمه بعد تسليمك بالمصيبة و احتسابك للأمر عند الله تعالى .. هو أن سنوات عمرك داخل معتقل كلية الضباط الاحتياط بفايد ما هي الا رحلة رجيم قاسي و تدريبات جيم يشرف عليك بها هولاكو .. مرحلة قد تكون كافية لإذابة طبقات الشحم التي حرصت طوال سنوات شبابك على اكتسابها وترتيبها الطبقة تلو الاخرى .. وكأن الأوان قد حان لترتدي ملابس مقاس ميديم و سمووووول
-
خامس ما ستتعلمه بعد استلامك لنتيجة كشف الهيئة والمناظرة .. والتي تعني أنك اصبحت ضابط احتياط لا محالة .. هو استجداء دعوات اصدقائك و زوار مدونتك .. أملا فى تصبح تلك الغمّـة سببا فى سبوبة حسنات أتتك من حيث لم تحتسب .... وحسبي الله ونعم الوكيل
-
عن عمر بن العاص .. حدثني عمر أنه سمع رسول الله يقول: إذا فتح الله عليكم مصر بعدي فاتخذوا فيها جنداً كثيفاً، فذلك الجند خير أجناد الأرض ... قال أبو بكر: ولم ذاك يا رسول الله؟ ... قال: إنهم في رباط إلى يوم القيامة
-