2006/05/25

وكأنني كنت معهم


دقائق .. شهدت كارثه لم تتوقعها الأوساط المصريه .. خاصة في ظل حاله الإنتعاش التي تشهدها مصر بطريقه لم تحدث منذ قرون .. فالنشوه المصرية الشعبيه نتيجه القرارات المستحدثه و المعدله في الدستور المصري .. و كذلك الفوز و الوصول إلى دور القبل النهائي في بطوله أمم افريقيا .. أعطيا الشعب المصري لذه .. تفوق لذه العبور المجيد في أكتوبر 1973م .دقائق كانت الفاصله بين ركاب العباره المصريه الـ1400 !! دقائق كانت كافيه لتنقلهم من خانة ( الأحياء ) إلى خانه ( الاموات ) .. دقائق كانت فاصله .. لتثبت لمصر .. ان كل شيء يسير على ما يرام .. و أن الحياه تسير في اتجاه الأحسن دائما !!!!العباره المصريه .. تسير .. ربما ينقصها الكثير من الأجزاء .. ربما ينقصها بعض النزاهه .. بعض الأمانه .. بعض الشرف .. لكنها تسير .. ربما أن الأمواج لازالت هادئه .. و الطاقم مسترخي .. و الكابتن نائم في غرفته .. هادئ البال و مطمئن .. فلا الامواج سبق لها ان غدرت به .. و لا الطاقم على قدر من الذكاء .. ذلك الذي يسمح له ان يفتش من وراء كابتنه .. طالما ان الامور تبدوا مستقره .. فالوضع غالبا مستقر .العباره تسير .. و الناس من فوقها يترقبون .. ربما بدت عليهم أمارات القلق .. من مصيرهم الذي بات مجهولا .. لكن العباره في النهايه مازالت تسير .. و مازالوا يجدون مكانا ينامون فيه .. رغم رداءته .. و سوء تنظيمه .. لكنه يبقى مكانا يصلح للنوم .... و مازالت العباره تسير .. ومازالوا يجدون طعاما يقويهم على رحلتهم .. لذا .. تبدوا الرحله جيده ( إلى حد ما ) .. !!لم يسأل الركاب أنفسهم .. عما قد يحدث لو بدأت العباره في الغرق .. هل ستكون أسرتهم و الطعام في أجوافهم كافيا لكي ينجو ؟؟ هل سيكون هذا الطاقم الهادئ و الكابتن صاحب الشخصيه (العظيمه) كافيين لأنقاذهم ؟؟ ربما .. لكن الواقع مختلف !!الدخان يتصاعد .. ربما هو علامة أولى لوجود ( الفساد ) في مكان ما على سطح العباره .. كان الدخان و لا يزال العلامه الأولى على وجود خطر .. لكن قليلين تسعفهم بديهتم للإستعلام عن ذلك الخطر .. بينما يفضل الكثيرون .. و منهم طاقم عبارتنا .. ان يركنوا إلى السطح .. في هدوء .. و سكينه .. وكأن شيئا لم يكن !! و بدء فردين من الطاقم في التحرك أخيرا بغرض الاستفسار عن المشكله .. و كان هذا هو رد الفعل الأسرع على متن العباره .. دقائق و اختفى عضوا الطاقم .. و رويدا رويدا بدأ باقي الطاقم ف الاختفاء .. حتى تحرك أخيرا "كبار" الطاقم .. و بدلا من ان يتحركوا في اتجاه الخطر .. اتجهوا في جانب النجاه .. إلى حيث كبيرهم " كابتن " السفينه !!!!و لم يسلم الركاب المساكين من أراء الكبار العظام .. الذين نصحوهم ( كالعاده ) بإلتزام الهدوء .. و افتراض الثقه الكامله في قيادتهم الحكيمه .. حتى أن اوامرهم الرشيده صدرت بخلغ ( أطواق النجاه ) لأن الموضوع " هايف " .. لكن الساده أعضاء الطاقم إرتدوا هذه الأطواق لأن الموضوع " الهايف " يبدوا صعبا عليهم ..و مع قائد السفينه المغوار .. كانت التعليمات واضحه ( وقت الجد .. إجري ) .. فانطلق السيد القبطان و معه كبار الطاقم في اتجاه قوارب النجاه ( المصريه ) ليحرموا الشعب .. أقصد الركاب .. من فرصه أخيره للنجاه .. و يتركوا العباره بمن عليها لتواجه مصيرها المحتوم .. هرب الكبار .. و تركونا نواجه مصيرنا في يئس!!! يعلمون انهم يمتلكون ارادتنا و ثقتنا و أحلامنا و طموحاتنا .. لكنهم تنازلوا عنها ببساطه في سبيل النجاه بإنفسهم !!!العباره المصريه لازالت تسير .. و نحن لازلنا هناك .. ربما عاد الزمن .. ربما صرنا في زمن غير الزمن .. لكن المهم ان الخيار مازال بيدنا .. إما ان نقيل هذا القبطان و حاشيته .. و إما ان ننتظر مصيرنا المحتوم .. تحت أمواج البحر الهائج .. طعاما لأسماكه الهائمه

No comments: