أتابع بترقب شديد أخبار الحرب الاسرائيلية على لبنان .. ربما لم تصل تلك الحرب بعد لما وصلت إليه في فلسطين المحتله .. لكنها حرب وليده .. حرب جديده على جيلي .. ذلك الجيل الذي لم يتابع لبنان في بداية الثمانينات .. لأول مرة أرى لبنان الجميله تحت القصف .. أراها تدك بالطائرات الاسرائيلية .. أراها معرضه للحصار باستمرار .. أرى مباني جميلة كان يزينها الحجر الارجواني الجميل تتحول إلى حطام .. أسر من أسر في انقاضه .. و قضى على من بقي تحت سقفه .. للمره الثالثه خلال فتره وجيزه .. أشاهد بعيني اغتصاب ارض اسلاميه في سرعه خاطفه .. أفغانستان .. العراق .. والآن لبنان .. حرب اتجه فيها العالم اجمع بما فيه عالمنا العربي والاسلامي لتحميل الضحيه مسؤولية الجاني باستفزاز كامل لمشاعرنا و انسانيتنا .. فحزب الله الذي اسر جنود اسرائيلين في اراضيه .. دفاعا عن وطنه صار جاني .. و اسرائيل التي تقتل كل يوم .. اكرر كل يوم المئات من المدنيين في شتى بقاع المشرق العربي .. صارت الآن ضحيه بريئه لارهاب نصر الله و رجاله
لبنان .. التي تعيش حالة من الغليان في الوقت الحالي .. لم تكن كذلك منذ بضعة أشهر .. فالشمال اللبناني .. أرض الجمال و الأناقه و السياحه .. لم يبخل عليه الاخوه العرب بزياراتهم طوال العام .. يطلبون المتعه و الانسجام .. بينما يعيش الجنوب في صراع مستمر مع التطفلات الاسرائيلية الوقحه .. و المناوشات المستمره التي لم تتوقف يوما بداعي القضاء على الارهاب .. نفس سيناريو الشيطان الام .. أميركا .. الذي استباحت بموجبه اراضي افغانستان و العراق .. و كأن اميركا قد وجدت طريقه جديده لتنظيم النسل و هي ارسال رجالها الى كل بقعه في العالم ليموتوا هناك .. ونعود إلى لبنان .. فبالأمس القريب أسر حزب الله المسيطر الفعلي على الجنوب اللبناني جنديين اسرائيلين و طالب بمبادلتهم بأسرى لبنانيين و فلسطينيين في سجون العدو الاسرائيلي .. و لم تركن اسرائيل إلى المفاوضات مثلما فعلت سابقا في صفقه تبادل أسرى ناجحه و إنما قررت قلب الطاولة على من عليها .. و بدأت هجومها الجوي والبحري على لبنان .. دمرت بنيته التحتيه وقضت على ملامح الحياه في جنوبه الهادئ .. بينما الجيش اللبناني الرقيق لا يتدخل .. يترك قواعده تدمر على حدود بلاده الجنوبيه .. و يترك طيران العدو يصل إلى بيروت .. ولا استطيع ان اجد مبرر للبرود الحكومي اللبناني بداعي التهدئه و ضبط النفس .. ماذا ينتظرون ؟؟ لماذا تمتلك لبنان جيشا ؟؟ لماذا يتدرب هذا الجيش في ثكناته .. لماذا لا يتحرك ؟؟ لماذا لا يدافع عن أرضه .. ماذا ينتظرون من ضبط النفس .. وهل نجحت تصريحات السنيورة و ايميل لحود في تحميل حزب الله المسؤولية .. بقى ان يخرجوا علينا ليقولو ان حزب الله سبب فشل عملية السلام في الشرق الاوسط وانهم ارهابيون ابا عن جد .. إن اسرائيل لم تتوقف يوما عن التنكيل بالشعب الفلسطيني برغم كل ما قيل عن عمليات السلام واتفاقات اوسلو وواشنطن و غيرها .. إن اسرائيل اعلنتها حربا شامله و لبنان مازالت متمسكه بضبط النفس .. ولولا رد حزب الله -الذي يتهمونه باشعال المشكله- بين الحين و الآخر لكانت لبنان الآن مقاطعه اسرائيلية مثلها مثل حيفا و تل ابيب .. و أجد الطلب الاسرائيلي لسكان الجنوب اللبناني هو بدايه الطريق .. يطالبونهم بالهجره .. وبالتالي فهو مبرر كافي لهم أمام العالم لدك الجنوب اللبناني حتى و إن سقط الابرياء .. و أرى هذا الطلب هو رغبه في حصر قوات حزب الله في الجنوب لتدميره على روؤسهم جوا .. و لانهاء هذا الصداع المزمن لاسرائيل في جنوب لبنان .. و من يدري ربما عادت اسرائيل إلى الجنوب مرة أخرى و فرضت سيادتها عليه .. لما لا .. و الحكومه اللبنانيه تريد ضبط النفس .. و العرب مازالو يضبطون قنوات التلفزيون لمشاهده الحدث مباشره من مقاعد المتفرجين
مالا افهمه .. هو الترتيب الزمني العجيب الذي شاهدناه في العراق و فلسطين قبلا و في لبنان الآن .. سيناريو متكرر .. دمر العدو .. دفع العرب .. دمر العدو .. و هكذا .. ففي لبنان .. وقف العالم العربي يشاهد تدمير البنى التحتيه في لبنان و لو يحرك ساكنا و بمجرد انتهاء الضربه قرر العرب دفع تعويضات للبنان لاعاده البناء .. و كأن هدم هذه البنى التحتيه هو أمر واقع .. أو امر إلهي والعياذ بالله .. لماذا ننتظر وقوع الازمه ثم نبادر إلى حلها .. أسلوب عقيم .. و خوف شديد صار يحيل حياتنا إلى رعب .. كأننا صرنا نعشق تعذيب الذات .. الساديه العربيه تعود من جديد .. نقول لهم دمرونا لأن معنا الاموال الازمه لأعاده البناء .. دمرونا و لن نعترض .. نحن لكم .. وقتما شئتم
حكوماتنا العربيه و الاسلاميه .. تقف تشاهد .. و الشعوب في داخلها تنتفض و تتظاهر .. ربما حاولت سوريا و ايران الهدف الاقرب للضربات الاسرائيلية اتخاذ موقف خدوهم بالصوت .. سوريا تحذر و ايران تحذر .. و لا أدري ان كانت الاوضاع في سوريا ستختلف عنها في لبنان .. في حال قررت اسرائيل ضرب سوريا .. فالعرب لديهم قدرة كبيره على الجعجعه .. و لكن وقت الجد .. الله اعلم بعبيده .. واذا كانت سوريا و ايران قد اخرجتا غضبيهما ببعض التصريحات الناريه فإن حكومتنا الرشيده التزمت الحياد .. بل أنها قد ذهبت في أحيان كثيره في الوسائل المرئيه و المقرؤة تحميل حزب الله مسؤولية ما يحدث .. و على الساحه الرسمية .. كان الهدوؤ التام .. لم لا .. و نفس النظام المصري الحالي هو الذي رفض الرد على مقتل تلاته جنود مصريين بنيران اسرائيلية على الحدود المصريه .. و هو نفس النظام الذي لم يعترض على دخول قوات عسكريه اسرائيلية للأراضي المصريه في سيناء منذ بضع سنوات بحجه مطارده متسللين ..وقتها لم يرد الرئيس مبارك وقال في رد على الصحفيين : عايزني ادخل راسي في فم الأسد .. و هنا يجول بخاطري السؤال .. إذا كانت أميركا قد اجتاحت افغانستان و العراق بحجه الحرب على الارهاب ... و إذا كانت اسرائيل قد اجتاحت جنوب لبنان من أجل حزب الله .. والحرب على الارهاب كما يسمونها .. فما الرادع من دخولهم إلى سيناء .. بحجه مطارده المسؤولين عن قتل اسرائيلين في حوادث طابا و شرم الشيخ .. إصحوا يا بشر .. ألن تكون تلك هي نفس المبررات التي ساقوها في لبنان .. و لم يستطع أحد الرد عليها .. وقتها سنقف نشاهد كالعاده .. و ستصل القوات الاسرائيلية إلى القناة .. بحجه مطارده هؤلاء الارهابيين الذين عجزت الحكومه المصريه عن مطاردتهم .. صدقوني كنت أعتبر تلك خيالات .. و اقول ان وجود قوات دولية في سيناء و الاعراف و القوانين تمنع مثل تلك الخيالات .. لكن لم يعد في الامور مستحيلات .. ووجود اسرائيل على اراض مصريه اصبح امرا جائزا ومحتملا .. مادمنا نكتفي بالمشاهده و نستمتع باحساس الضحيه
--------------------------------------------------
إذا كنا قاطعنا أميركا لأنها ساندت اسرائيل ضد فلسطين و لأنها احتلت افغانستان والعراق .. فالواجب اليوم أن نقاطع الدول الثماني الكبرى .. لأنها ببساطه أصدرت في جلساتها في روسيا أمس .. بيانا يلقى اللوم على حزب الله .. و يؤيد الهجوم الاسرائيلي على لبنان و يدعو اسرائيل إلى ضبط النفس لكنه في الوقت نفسه يؤيدها .. بأي منطق وأي عقل لا أدري .. لكن السيده كونداليزا رايس زادت الطين بله .. و صرحت أمس من نفس الملتقى .. أن وقف اسرائيل الفوري لأطلاق النار لن يحل المشكله .. وكأنها تقول .. دعوهم .. فالحل بيدهم
ـ>> الدول الثماني الكبرى : أميركا - انجلترا - فرنسا - ألمانيا - كندا - إيطاليا - روسيا - اليابان
--------------------------------------------------
أخيرا .. أثق في الله .. الحي الذي لايموت .. و أتمنى ان تحقق المقاومة الاسلاميه في جنوب لبنان ما عجز عنه العرب طوال السنوات الماضيه منذ حرب 73 .. لكنني وبرغم تمنياتي تلك .. تساورني الكثير من الشكوك .. لأنني أعلم أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .. و نحن لم نتغير قط .. ربما تغيرنا للأسوء .. فلما النصر الآن
3 comments:
شكرا على الموضوع الجميل
ولك ارق تحباتى
سلام عليكم
انا زينب من لبنا
بشكرك بالنيابة عن كل اللبنانيين الذين تعرضوا للقصف والتهجير وفقدوا الاعزاء ولااحباء لكنهم وقفوا مع لمقاومة، أشكرك بالنيابة عنهم وأشكر كل المصريين الذين وقفوا معنا وقفة العز والانتصار. نحن انتصرنا في لبنان رغم وقوف الحكومة ضد حزب الله وقوف العالم كله وراء اسرائيل
الحمدلله على هذا النصر
شكرا مرة أخرى
ولو تحب تقرا في مدونتي عن الحرب والاعتصامات
سؤال أخير ممكن احط موقعك عندي في المدونة مع المدونات الصديقة؟
Post a Comment