المباراه بقت حاميه جدا .. والضغط مستمر على لاعبي المنتخب اللي مش قادرين يتحملو كل الضغط ده .. و محتاجين دعم من دكة البدلاء فورا .. و هجمه خطيره .. كوره حلوه و طويله .. معـدّيه .. وجااامده .. في اتجاه الجون .. و ياااااه .. جووووووووون
الآن فقط .. أرى الصواريخ تنطلق .. ضربات متتاليه .. أعلم أنها اصابت الهدف .. الآن فقط .. أرى سمـّـيه تركض وسط الزحام .. وسط تلك الأنقاض .. تنادي أمي أمي .. هي مازلت طفله تحتاج وجود امها و حنانها .. لكنها تسير وسط ما تبقى من آثار هذا المنزل الريفي الصغير في غزة .. وسط التراب
و ماشي .. و معدي من واحد والتاني .. و عرقله قويه من الخلف .. من لاعب المنتخب اللي فقد الامل في انه يوقف الزحف الهجومي الشديد بكل الاسلحه على فريقه .. والحكم بيحط ايده في جيبه و هيطلع الكارت الاحمر
الآن ترى خطوط الدماء الحمراء .. تتجمع .. من بيت العم صالح .. و العم حسن .. و الخاله هنيّـه .. لم يعلموا ان تلك الطائرات المرعبه ستقصفهم بوحشـّيه .. رد فعل وحشي على اختطاف الجندي الاسرائيلي داخل غزّه .. لم يعلم العم صالح ان هذا هو يومه الاخير في المسجد .. و لم يتعلم خالتي هنيّه انها لن تعيش لترى ابنتها ميساء عروسا تتزين في ليله عرسها
والمباراه دلوقتي بتلفظ انفاسها الأخيره .. واللعب منحصر في منطقة جزاء المنتخب .. و في محاولات من المدرب لتصحيح الاوضاع من خارج الخطوط .. واهه المدرب ادمنا كشف راسه للسما .. و بيدعي والدموع بتفر من عنيه
هكذا نحن .. اكاد اكره تلك الدمعه التي تغالبني كلما تذكرت نفسي وانا أقول .. اصمدوا .. صبرا اخوتي في فلسطين المحتله .. كم كررت عبارات من نوع نحن معكم .. نحن فداؤك يا قدس .. قلوبنا و دعواتنا معكم .. بينما انا هنا في بيتي .. في هواء بارد .. اتناول طعامي .. واشاهد التلفاز في برود .. اتابع ما تبقى من مباريات كأس العالم .. والتي حتما ستنتهي بخروج الفريق .. وفقدانه لمركزه وحقوقه التي ظل يكافح لأجلها كثيرا .. فقط لأن المدرب لم يفكر ان يتخلى عن مركزه .. ويقحم نفسه في معارك لاعبيه .. تاركا إياهم في تخبط .. تاركا إياهم في وجه مارد لا يعرف الرحمه .. ولايعرف أي قوانين أو اعراف .. المارد في طريقه إلى الكأس .. الذي اهملناه و نسيناه
No comments:
Post a Comment