2008/03/20

الجيش

-
الجيش .. لا يزال هو الورقة الرابحة فى مستقبل مصر .. فكلما ظهرت فى الافق بوادر أزمة تهدد استقرار مصر وأمنها .. تدخل الجيش .. بقرار رسمي من رئيس الجمهورية .. لإيجاد الحلول التي كانت تبدو مستحيله قبل وجوده .. فالجيش هو من نفذ الطرق الصحراوية المزدوجة الجديده .. ومشروع مد الغاز الطبيعي إلى انحاء الجمهورية .. وهو من نفذ ملاعب كرة القدم الجديده قبل بطولة الامم الافريقية قبل الاخيرة .. وهو حتى من افرز لنا ناديين لكرة القدم اضافا بعض المتعة الى دوري كرة القدم الممل ... بينما يبقى الجيش بعيدا عن الاحتكاك المباشر بالشعب فى مجالات السياسة مما يمنحه بعض الحب والارتياح فى قلوب المصريين .. فرجال الامن المركزى مثلا اكتسبوا كثيرا من الكره والمشاعر الغاضبة نتيجه تدخلاتهم المستمرة فى المظاهرات والانتخابات المحلية والنقابيه .. لم يكتسب الجيش مثلها
-
وتبدو أزمة رغيف العيش الاخيرة .. هي الاختبار الجديد للجيش المصري .. فبمجرد ان استشعر الرئيس مبارك خطورة مسألة رغيف العيش وحالة الغليان التى يعيشها الشعب المصري .. دعك الرئيس فانوسه السحري .. ليخرج منه رجال القوات المسلحه ببدلاتهم الصفراء وجباههم السمراء .. ليصدرالرئيس اوامره الى سوبرمان مصر (( الجيش المصري )) بضرورة ايجاد حل جذري لمشكلة طوابير رغيف العيش .. ولأنني اعرف ان الجيش المصري .. بعدما تفرغ للخدمة المدنية ونسى الاعمال العسكرية والقتالية .. اصبح قادرا على ايجاد هذه الحلول بالفعل . . فإنني انتظر نتائج جيدة من جانب رجال القوات المسلحة .. وبغض النظر عن الطريقه .. فالنتيجه فى النهائيه ستكون مطمئنة للنظام السياسي فى مصر .. تضمن له على الاقل بعض الاستمرار الذي ينشده دوما فى ظل حالة الغضب الشعبي والغليان المستمرة
-
اما الدرس المستفاد الذي يمكنك ان تستخلصه من كل ما سبق .. فهو باختصار ظهور الحل الاخير لكل مشاكلنا فى مصر .. فبوجود نظام سياسي عسكري كالنظام المصري .. و بتجارب الانظمة المثيلة فى العالم اجمع .. فان فرص التغيير الشعبي .. بانتخابات او استفتاءات او حتى انتقال سلس للسلطة .. تبدو أضغاث أحلام .. فما حدث فى التاريخ قط .. ان انتقلت السلطة من حكومه عسكرية الى اخرى مدنية دون وجود الجيش كحل سحري .. اقصد هنا الثورة العسكرية الشاملة .. فالجيش وحده قادر .. وقتما يشعر بالظلم .. ان يغير نظام يحكمه قياداته ورجاله بالحديد والنار .. الجيش وحده قادر على بث الرعب فى قلوب قياداته وقتما يتحرك .. دفعة واحده .. للمطالبة بحقوق شعبه واهله .. اما الوضع الحالى .. فهو غير مبشر .. فامكانيات الدولة اصبحت تقريبا مسخرة لخدمة الجيش ورجال القوات المسلحه .. بمعنى ادق .. لتكميم افواههم وملء عيونهم .. فحدث عن مميزات العمل بالقوات المسلحه ولا حرج .. شقق سكنيه .. مرتبات مرتفعه .. سفريات وبعثات الى كل دول العالم المتقدمه .. نوادي ومنتجعات سياحيه على اعلى مستوى .. سيارات .. اجازات .. خدمات عامة متميزه مثل خصومات وسائل النقل والمجمعات الاستهلاكية الخاصة بالجيش .. خدمات صحية ومستشفيات عسكرية خاصة تضاهى مثيلاتها فى الدول الاوربية المتطورة .. مكانة اجتماعية متميزة .. وغيرها من الالجمة التى صارت تطوق رؤوس جيشنا المصري .. وتحول بينه وبين ارادة شعب طالما احس باليأس .. ورغب فى التغيير ... ويشعر دوما ان الامر مستحيل
-